عن التحول الرقمي
التحول الرقمي في جوهره ليس مجرد إدخال الحاسوب أو استخدام الإنترنت داخل المنظمة، بل هو إعادة التفكير في طريقة تقديم الخدمات وتنفيذ الأعمال، مستفيدين من الإمكانيات التي تتيحها التقنية. إنه انتقال استراتيجي من نماذج العمل التقليدية إلى نماذج جديدة تعتمد على البيانات والتقنية لرفع الكفاءة، توسيع الأثر، وتعزيز الاستدامة.
من المهم التمييز هنا بين “الرقمنة” و“التحول الرقمي”. الرقمنة تعني تحويل الأشياء الورقية أو اليدوية إلى رقمية، كتحويل الملفات الورقية إلى ملفات PDF، أو استخدام جدول Excel بدلًا من السجلات المكتوبة. أما التحول الرقمي، فهو أعمق من ذلك؛ إنه يعيد تصميم العملية من الأساس ليجعلها أكثر كفاءة ومرونة، مثل إنشاء منصة إلكترونية تقدم خدمة التسجيل والتقييم للمستفيدين بشكل آلي دون تدخل بشري مباشر.
القطاع غير الربحي يواجه ضغوطًا متزايدة لتقديم خدمات مؤثرة بموارد محدودة. التحول الرقمي يقدم حلاً عمليًا لهذه التحديات. فمن خلاله، يمكن تقليل الوقت والجهد المبذول في الإجراءات الإدارية، وتبسيط التواصل بين الفريق الداخلي والمستفيدين، ورفع جودة الخدمات المقدمة.
كذلك، يفتح التحول الرقمي الباب أمام الشفافية، حيث يمكن توثيق الأنشطة والنتائج وعرضها بشكل واضح للمانحين والشركاء والمجتمع. ويمكن أيضًا توسيع نطاق العمل ليصل إلى شرائح جديدة من المستفيدين من خلال المنصات الإلكترونية، دون الحاجة إلى فروع ميدانية.